علي يوسف مصطفى

انيسة - أخت

لقد كان وقع الاختفاء كبيراً على العائلة على جميع الأصعدة. فمن الناحية الاقتصادية، عانت زوجة علي و طفله المشقّات والصعوبات لغياب المعيل الوحيد عن المنزل. وكان لاختفاء علي تأثيراً نفسياً كبيراً على العائلة بسبب تتالي المصائب. وقد توفت والدتنا حسراً وقهراً لغياب ابنها، وكان الحال ذاته لوالدي الذي أضناه فراق ابنه كثيراً.
ونتيجة تردّي الاوضاع المادية لزوجة علي وابنه، حاولت الزوجة الزواج بعد فترة، غير ان المختار طلب من العائلة توفية الزوج المخطوف، الأمر الذي رفضناه بشكل قاطع ولم نتقبله.
كنا غالباً ما نذهب الى منطقة نهر الكلب ونضحك كثيراً ونقضي متسعاً من الوقت سوياً. في أحد الأيام نظم علي نزهة حيث حجز 14 باصاً وذهبنا مع الأهل والأصدقاء إلى منطقة نهر الكلب. والمضحك في تلك الرحلة انهم لم يجدوا ما يأكلوه عند المطعم، فدعى الجميع الى وجبة ضفادع. قبل يوم واحد من إختفائه ، زار علي شقيقتنا بعد أن وضعت مولوداً حديثاً، فاحتضن ابنها وقال لها، "ما أجمل ابنك! ".
انا افكر بعلي كثيراً وأحلم فيه مراراً. اذا رأيته، أود أن اقول له " اتمنى لو انك عدت وامي على قيد الحياة. كما أني أطالب بمعرفة مصير شقيقي اوأي خبر عنه.